الهيئة أضاعت «مشيتها» ومشية الرياضة !

يخطئ من يظن ان اعادة الروح الى الحركة الرياضية الكويتية الخارجية تتطلب اجراء ترميم في جسد الهيئة العامة للشباب والرياضة باعتبارها الأم المشرفة على تنمية وتطوير ودفع هذه الحركة الى آفاق بعيدة من النجاح والاشراق الذي كانت عليه قبل سنوات خلت، فالترميم في الأشخاص أو في الماكياج الواجهة الخارجية للمبنى لا يمكنه تحقيق ما نريده من ازدهار لحركتنا الرياضية لانه ان تحقق فإنه سيكون مؤقتا مصحوبا ببركات ومنشطات أو منبهات ادارية ورياضية سرعان ما يذهب مفعولها «وتعود حليمة الى عادتها القديمة»، وبعدها «لا طبنا ولا غدا الشر».

دور الهيئة العامة للشباب اذا ما اردنا له النجاح والاستقلالية المطلقة، بعيدا عن التدخلات المباشرة، وحركة الريموت كنترول، التي تدير القيادات فيها من الخارج واذا ما أردنا وضع كل الأمور الرياضية في مواقعها المناسبة والصحيحة التي تعطينا ولو بعض الأمل، بعودة بريق الرياضة الكويتية، فإن المطلوب قبل كل شيء ليس ترميم الجهاز القيادي في الهيئة، بل المطلوب تجديد هذه القيادات وفق معايير ناجحة تأتي باختيار عناصر ذات كفاءة عالية بالقيادة الرياضية وذات استقلالية باتخاذ القرار، وحيادية بالرأي بعيدة عن الرضوخ لأي توجيهات خارجية أو ارضاءات لطرف من دون طرف آخر، ولا أظن ان مثل هذه القيادات يفتقر اليها القطاع الرياضي العام في الكويت في ظل توافرها ونزاهتها واخلاصها للقيام بالمسؤولية التي تحتاجها المناصب القيادية في الهيئة في المرحلة المقبلة.

في بداية ميلاد هذه الهيئة كانت هناك عوائق ومطبات وتدخلات خارجية وكان في المقابل ادارة تملك الحزم في الادارة، والتجربة الرياضية في آن واحد، ولذلك فقط استطاعت تلك الادارة في عهد الرياضي المخضرم خالد الحمد ان تقود سفينة الهيئة الى ما كانت تتطلع اليه وما تريده للرياضة، الأمر الذي انعكس على ازدهار الرياضة عندنا ليس فقط في الداخل، بل في الخارج، وهذا ما رفع اسم الكويت عاليا حتى في عهد الأخ الشيخ فهد الجابر كان للهيئة طعم رغم ما كان يواجهه الرجل من مضايقات، يعرفها القاصي قبل الداني، كل هذا الازدهار الذي كانت تعيشة الهيئة انطفأ، وللأسف بعد ان صارت، أي الهيئة، لا تملك حتى حرية اتخاذ قرار داخلي، لان الأوامر تأتي من خارج اسوارها وما على البقية سوى السمع والطاعة، حفاظا على الكرسي. وهذا ما اوصلنا الى ما نحن فيه وبقينا كما الباكين في سرادق العزاء.. نبكي ونلطم على ذكريات المرحوم، ونحن نعرف العلة ولا نملك اتخاذ القرار.

اعادة الروح الى هيئة الشباب التي تحولت الى هيئة الشياب تكمن اذا ما أردنا لها اشراق بريقها من جديد في اختيار قيادة قادرة على ان تقول «نعم» للقرار الصحيح، و«لا» للخطأ مهما تكن الضغوط من داخل الهيئة أو خارجها، وهذه مسؤولية وزير الشؤون من واقع صلاحياته اذا ما أراد ان يدخل تاريخ الحركة الرياضية، عليه ان يواجه أي ضغوطات قد تأتي اليه بتعيينات تفرض عليه من دون ابداء الرأي، واعتقد ان الوزير قادر على مواجهة أي ضغوط ما دام الأمر يتعلق بسمعة الرياضة الكويتية التي ادخلناها بأيدينا وببركات الهيئة في غرفة الانعاش. مسؤولية الوزير كبيرة ولا عذر من التنصل أو الهروب من هذه المسؤولية.


***

• نغزة :

هناك اسماء في الوسط الرياضي تملك استقلال القرار ونزاهة الرأي ونظافة اليد والرؤية الثاقبة والقدرة على مواجهة كل الضغوط، هذه متوافرة ولا أريد كشف الاسماء، والوزير يعرفها، ونتمنى ونحن في العشر الأواخر ان نرى جيلا جديدا للهيئة بعد ان اضاعت مشيتها ومعها ضاعت مشية الرياضة.
.. طال عمرك.
‏</STRONG>